التقنيات المُربكة Disruptive Technologies
وهي ترجمة لمصطلح Disruptive
Technologies ، وتُترجم أيضاً إلى "التقنيات المزعزعة"،
وأنا شخصياً أفضل استخدام كلمة "مربكة" على "مزعزعة"، وتُعرف
أيضاً بالابتكارات المُربكة Disruptive Innovations. يُعرفها قاموس الأعمال BusinessDicionary
على أنها طرق جديدة (مُبتكرة) في العمل تُربك أو تقلب رأساً على عقب الطرق
والممارسات التجارية التقليدية. وفي غالب الأحيان، تتسبب التقنيات المُربكة في
تغيير قوى وموازين الأسواق، فتبرز شركات لم تكن معروفة من قبل وتنزوي شركات أخرى
كبيرة أو تخرج تماما من السوق بالاندماج أو الاستحواذ أو حتى الافلاس.
أول من أشار لهذا المصطلح هو
أستاذ ادارة الأعمال بمدرسة هارفارد للأعمال الدكتور كلايتون كرستنسن Clayton
Christensen في كتابه الأفضل مبيعا
"معضلة الابتكار Innovator’s Dilemma"، الصادر عام 1997. وقد
أثار فضوله ظاهرة انهيار شركات أمريكية ذات ادارة استثنائية، تحافظ على ميزة
تنافسية عالية، وتُصغي جيداً إلى عملائها، وتستثمر بشكل كثيف في التقنيات الحديثة
في الصناعة التي تعمل بها، ومع ذلك ينتهي بها المطاف إلى أن تفقد سيطرتها على
السوق، بل ربما خرجت منه تماماً، ولا فرق في هذه الحتميات الكارثية بين صناعات
تتقدم بسرعة وأخرى بطيئة، بين قطاع خدمي وآخر انتاجي، بين شركات تقنيّة أو أخرى
تعمل في الصناعات الميكانيكية والكيماوية. وقد قام كرستنسن بصكّ مصطلح
"التقنيات المُربكة" بعد أن أتمّ دراسة وتحليل حالات عديدة لشركات
أمريكية سقطت في أوج سطوتها وقمة سيطرتها على السوق، واستنبط مجموعة من القواعد من
أسماها "مباديء الابتكار المربك"، والتي اعتبر أن اهمالها أو محاربتها
يؤدي في غالب الأحيان إلى فشل الشركات (وهذه المباديء تحتاج مساحةً خاصة بها
لدراستها وتحليلها فهي بذلك خارج نطاق هذه التدوينة). ولغرض خلق مفهوم واضح لعبارة
"تقنية" في السياق الذي كان يستخدمه
كرستنسن، قدم تعريفه لكلمة "تقنية" على أنها "العمليات التي تحول
المنظماتُ بواسطتها العمالة و رأس المال والمواد والمعلومات إلى منتجات وخدمات
بقيمة أعلى". أي أن التقنية من وجهة نظر كرستنسن هي عملية تحويلية Transformational تقوم بخلق منتجات وخدمات جديدة ذات قيمة أعلى من قيمة مُدخلاتها.
كما أن هذا المفهوم للتقنية - وفقاً لكرستنسن، يتجاوز الممارسات الهندسية
والصناعية ليشمل مجموعة من العمليات التسويقية والاستثمارية والادارية. أما الابتكار
فإنه وفقاً لكرستنسن "تغيّر في واحدة من هذه التقنيات".
الجدول التالي مقتبس من موقع
البروفيسور كرستنسن ويحتوي على أمثلة للتقنيات المربكة، وأخرى من تجاربنا الخاصة:
التقنية المُربكة
|
الصناعة المُربَكة
|
الحواسيب
الشخصية Personal Computers
|
الحواسيب
المركزية Mainframes
و الحواسيب المصغرة Minicomputers
|
مصاهر
الحديد المصغرة Mini Mills
|
مصاهر
الحديد المتكاملة Steel Integrated Mill
|
الهواتف
الخلوية Cellular Phones
|
الهواتف
الثابتة Fixed Line Telephones
|
كليات
المجتمع Community Colleges
|
كليات
الدراسة الكاملة (السنوات الأربع) Four Years Colleges
|
متاجر
التجزئة المخفضة
|
متاجر
الخدمات الكاملة
|
العيادات
الطبية في المراكز التجارية
|
مكاتب
العيادات الطبية التقليدية
|
نظام
تشغيل ويندوز 95
|
أنظمة
تشغيل ماكينتوش
|
الهواتف
الذكية (آبل آيفون وقوقل آندرويد)
|
الهواتف
الخلوية التقليدية (نوكيا وإيريكسون)
|
تقنيات
الحوسبة السحابية Cloud Computing
|
مراكز
البيانات التقليدية Data Centers
|
شبكات
الاعلام الاجتماعي Social Media Networks
|
الاعلام
التقليدي (الصحف والمجلات)
|
قطعة رائعة د. عبدالله، أضافت إلى معلوماتي ، هناك نوع من المقالات تتمنى أن تطول وذلك لاستمتاعك بمحتواها وأسلوبها، وأحسب ان هذه المقالة من هذا النوع.
ReplyDeleteننتظر منك المزيد ��
حياك الله د. طارق. لا شكّ أن التقنيات المربكة تفسّر كثيراً من الظواهر التي نعيشها في أيامنا هذه، وهي تكثر - أي التقنيات - مع التطور التكنولوجي والمعرفي بشكل متسارع، وبطريقة تهدد كثيراً من الصناعات الراسخة (قطاعي الفندقة وتاجير السيارات) على سبيل المثال. شكراً جزيلاً على المرور العطر والتعليق والاطراء.
Deleteكصناعة مربكة نظام تشغيل الـ DOS وكتقنية مربكة Graphical User Interface
ReplyDeleteوالفصول التقليدية و الفصول الافتراضية
محتوى المقالة جميل وحديث أشكرك عليها
مقالة رائعة تشكر عليها د.عبدالله وموضوع حديث يجدر بنا الاهتمام به ، وإضافة الى ما ذكرت فالقد قرأت في تقرير عن التقنية المربكة ذٌكر فيه اثنتا عشر تقنية مربكة اقتصادياً محتملة وكان من ابرز هذه التقنيات(انترنت الأشياء ، الطباعة ثلاثية الابعاد، الروبوتات المتقدمة، تخزين الطاقة).
ReplyDeleteكل التوفيق ..
إبتهال اللحيدان
مقالة رائعة تشكر عليها د.عبدالله وموضوع حديث يجدر بنا الاهتمام به ، وإضافة الى ما ذكرت فالقد قرأت في تقرير عن التقنية المربكة ذٌكر فيه اثنتا عشر تقنية مربكة اقتصادياً محتملة وكان من ابرز هذه التقنيات(انترنت الأشياء ، الطباعة ثلاثية الابعاد، الروبوتات المتقدمة، تخزين الطاقة).
ReplyDeleteكل التوفيق ..
إبتهال اللحيدان
مقالة رائعة تشكر عليها د.عبدالله وموضوع حديث يجدر بنا الاهتمام به ، وإضافة الى ما ذكرت فالقد قرأت في تقرير عن التقنية المربكة ذٌكر فيه اثنتا عشر تقنية مربكة محتملة اقتصادياً وكان من ابرز هذه التقنيات(انتر نت الأشياء ، التقنية السحابية، الطباعة ثلاثية الابعاد، الروبوتات المتقدمة، تخزين الطاقة)..ننتظر منك المزيد
ReplyDeleteكل التوفيق
إبتهال اللحيدان
مرحبًا د. عبدالله
ReplyDeleteاسمح لي بإضافة وجهة نظر تختلف قليلاً، وسأنطلق فيها من أن التقنية بصفة عامة تهدف إلى تيسير حياة الإنسان، وهذا يقتضي أن تقوم التقنية ببعض وظائف/أدوار الإنسان أو كلها في بعض الأحيان، ومع تطور التقنيات وتقدمها، لم تكتفي بذلك؛ بل امتدت إلى وظائف التقنية نفسها، فمع تعاقب التقنيات أصبحت الحديثة منها تأخذ دور القديمة وتزيحها. ومن هنا يمكن القول بأن التدمير أو الارباك - بمفهومه الوارد في المقالة أعلاه - هو خاصية من خصائص التقنية أيًا كانت، ويظهر بوضوح في المستحدثات التقنية؛ وبالتالي فكل التقنيات - من وجهة نظري - هي مربكة، والاختلاف بينها يكون في مدى الارباك، فهو اختلاف في الدرجة وليس في النوع
مع أطيب الأمنيات
مقالة رائعة تشكر عليها د.عبدالله وموضوع حديث يجدر بنا الاهتمام به ، وإضافة الى ما ذكرت فالقد قرأت في تقرير عن التقنية المٌربكة ذٌكر فيه اثنتا عشر تقنية مُربكة محتملة اقتصادياً وكان من ابرز هذه التقنيات(انتر نت الأشياء ، التقنية السحابية، الطباعة ثلاثية الابعاد، الروبوتات المتقدمة، تخزين الطاقة). وفقك الله
ReplyDeleteتحياتي
إبتهال اللحيدان
مقالة رائعة تشكر عليها د.عبدالله وموضوع حديث يجدر بنا الاهتمام به ، وإضافة الى ما ذكرت فالقد قرأت في تقرير عن التقنية المربكة ذٌكر فيها اثنا عشر تقنية مربكة محتملة اقتصادياً وكان من ابرز هذه التقنيات(انتر نت الأشياء ، التقنية السحابية، الطباعة ثلاثية الابعاد، الروبوتات المتقدمة، تخزين الطاقة).
ReplyDeleteكل التوفيق
إبتهال اللحيدان
الموضوع جدا رائع واختيارك لكلمة مربكة شدتنا لقراته لنجد الجديد والمفيد وفقك الله والى الامام
ReplyDeleteشكرا أبا عبدالرحمن
ReplyDeleteموضوع شيق وجدير بالاطلاع والبحث
دمت موفقا
مقالة رائعة واضافت الى معلوماتي شكرا د عبدالله على الطرح الرائع
ReplyDelete